كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 14)

تستمع لها، أما سماع الأغاني فهذا شيء آخر غير النياحة، وهو أيضا منكر على النساء والرجال، الأغاني من المنكرات، ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها، والضلال عن الحق كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} (¬1) هذا دليل على أن اشتراء لهو الحديث، يعني: سواء بغير ثمن أو بالثمن يكون من المنكر المذموم، والله ذكر هذا على سبيل الذم لهم والعيب لهم. {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي} (¬2) يعني: يعتاض لهو الحديث؛ {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (¬3) قرئ بالضم: ليضل، وقرئ: ليضل بالفتح، هذا يدل على أن اشتراء لهو الحديث من أسباب الضلال والإضلال بغير علم، ومن أسباب اتخاذ الآيات هزوا؛ ولهذا قال بعده: {وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا} (¬4) يعني سبيل الله، يعني دين الله، وهذا خطر عظيم، ولهو الحديث هو: الغناء، كما قال جمهور أهل العلم، قال أكثر أهل العلم من المفسرين وغيرهم: إنه الغناء، فإذا كان معه آلة عزف، كالعود أو الكمان أو الدف أو الطبل، كان التحريم أشد، وكان الإثم أكبر، فلا يجوز ذلك لا للمرأة ولا للرجل، تعاطي ذلك سواء كان ذلك في التلفاز أو في الإذاعة أو في المسجلات وغير ذلك، وفي الفيديو كل هذا ممنوع، وإذا كان مع ذلك في الفيديو مرائي منكرة، كاجتماع الرجال والنساء، والتقاء الرجال بالنساء، أو هيئة
¬__________
(¬1) سورة لقمان الآية 6
(¬2) سورة لقمان الآية 6
(¬3) سورة لقمان الآية 6
(¬4) سورة لقمان الآية 6

الصفحة 455