كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 14)

المستقدمين منا والمستأخرين (¬1)» وربما قال: «يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر (¬2)» وإذا زار قبور الكفار للعبرة والاتعاظ، فلا بأس كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد يقال: إنه سنة للاعتبار؛ لأن النبي زار قبر أمه، وهي ماتت في الجاهلية، قد يقال: إنه سنة أيضا، يدخل في العموم من جهة الاعتبار فقط، من جهة الاعتبار والذكرى، وليس للدعاء لهم؛ لأنه لا يدعا لهم، لكن إذا زارها للاعتبار فالقول بأنه سنة أيضا قول له قوة، تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في زيارته لقبر أمه.
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، برقم (974).
(¬2) أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر، برقم (1053).
300 - حكم زيارة المرأة للمقبرة مع المحرم
س: تقول السائلة: ما حكم زيارة القبور للنساء، هل هو حلال أم حرام؟ وتقول: إنها سألت إمام الجامع لديهم عن الزيارة فقال: إنها حلال، ولكن بشرط أن يكون مع الزائرة محرم كالأخ والأب (¬1)؟
ج: الصواب أنها لا تجوز الزيارة للنساء، وهذا الذي قاله من أفتى لك قول ضعيف مرجوح، والصواب أنها لا تجوز؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور، فلا يجوز للمرأة أن تزور القبور، والرسول قد لعن من فعل ذلك من النساء، وإنما الزيارة من اختصاص
¬__________
(¬1) السؤال العاشر من الشريط رقم (194).

الصفحة 466