كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 14)

فقد جاء في بعض الأحاديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من عبد يزور أخا له كان يعرفه في الدنيا، فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام (¬1)» هكذا روى ابن عبد البر وابن أبي الدنيا بإسناد جيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما من رجل يزور أخا له كان يعرفه في الدنيا، فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام (¬2)» فالحاصل أنه سواء عرفه أو ما عرفه، المهم أنه يزوره يدعو له، النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة (¬3)» فالمهم أنها تنفع الحي، تعينه على تذكر الآخرة، وتذكر الموت حتى يستعد للقاء الله، وتنفع الميت من جهة أن الزائر يدعو له، ويترحم عليه، فالزيارة للقبور فيها مصالح للحي والميت جميعا، يزورهم ويسلم عليهم ويدعو لهم، ثم ينصرف، لا يتمسح بقبورهم ولا يصلي عند قبورهم، ولا يسأل الله بهم، ولكن يدعو لهم ويقول: اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم. كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية (¬4)» وفي حديث آخر: «يرحم الله المستقدمين منا
¬__________
(¬1) أخرجه ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 185).
(¬2) أخرجه ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 185).
(¬3) أخرجه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور، برقم (1569).
(¬4) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقول عند دخول القبور والدعاء لأهلها، برقم (975).

الصفحة 477