كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

أنفقته؛ فإن الله تعالى قال: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} [سبأ: ٣٩]. وأما قولك: إني أدعى إلى النمر؛ فإن العرب كانت يسبي بعضهم بعضًا، فسَبَتْنِي طائفة من العرب، فباعوني بسواد الكوفة، فأخذت بلسانهم، ولو كنت مِن روثة ما ادَّعَيْتُ إلا إليها (¬١). (ز)


{قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا}

٤٦١٣٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل وجويبر عن الضحاك- في قوله: {قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا}: خاف أنها لا تلِد (¬٢). (١٠/ ٢٥)
٤٦١٣٨ - عن مجاهد بن جبر، قال: لَمّا دعا زكريّا ربَّه أن يهب له غلامًا؛ هبط جبريل - عليه السلام -، فبشره بيحيى، فقال زكريا عندها: {أنى يكون لي غلام}. وأخبر بكِبَر سنِّه، وعِلَّةِ زوجته، فأخذ جبريلُ عودًا يابسًا، فجعله بين كفي زكريا، فقال: أدرِجْهُ بين كفَّيْك. ففعل، فإذا في رأسه ورقتين يقطُرُ منهما الماء، فقال جبريل: إنّ الذي أخرج هذا الورق من هذا العود قادر أن يُخرج مِن صلبك ومن امرأتك العاقر غلامًا (¬٣). (١٠/ ١٥)

٤٦١٣٩ - قال الحسن البصري: أراد زكريا أن يَعْلَمَ كيف ذلك (¬٤). (ز)

٤٦١٤٠ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: نادى جبرائيل زكريا: إنّ الله يبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميًا. فلمّا سمع النداء جاءه الشيطان، فقال: يا زكريا، إنّ الصوت الذي سمعت ليس مِن الله، إنما هو من الشيطان يَسْخَرُ بك، ولو كان مِن الله أوحاه إليك كما يوحي إليك غيره من الأمر. فشكَّ مكانه، وقال: {أنى يكون لي غلام} يقول: مِن أين يكون {وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر}؟! [آل عمران: ٤٠] (¬٥). (ز)

٤٦١٤١ - قال مقاتل بن سليمان: فلما بَشَّر مَيِّتَيْنِ بالولد {قال رب أنى يكون لي غلام} يعني: من أين يكون لي غلام {وكانت امرأتي عاقرا}؟! أيليشفع (¬٦) لا
---------------
(¬١) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ١/ ١٥٣ - ١٥٤.
(¬٢) أخرجه ابن عساكر ٦٤/ ١٦٩ - ١٧٣. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٤) علقه يحيى بن سلام ١/ ٢١٥.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٥/ ٤٦٤.
(¬٦) أيليشفع: اسم امرأة زكريا، كما ذكر مقاتل بن سليمان في تفسير سورة آل عمران.

الصفحة 26