كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

على الأنبياء?، وعلى أهل السماء. فقالوا: يا ابن عباس، بِمَ فضَّله على أهل السماء؟ قال: إنّ الله قال لأهل السماء: {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين} الآية، وقال الله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} [الفتح: ١ - ٢]. قالوا: فما فَضْلُهُ على الأنبياء?؟ قال: قال الله - عز وجل -: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} الآية [إبراهيم: ٤]، وقال الله - عز وجل - لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {وما أرسلناك إلا كافة للناس} [سبأ: ٢٨]، فأرسله إلى الجن والإنس (¬١). (ز)


{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}
٤٨٩٥١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- في قوله: {كانتا رتقا ففتقناهما}، قال: فُتِقَتِ السماء بالغيث، وفُتِقَتِ الأرض بالنبات (¬٢). (١٠/ ٢٨٥)

٤٨٩٥٢ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {كانتا رتقا} قال: لا يخرج منها شيء، {ففتقناهما} قال: فُتِقَتِ السماءُ بالمطر، وفُتِقَتِ الأرض بالنبات (¬٣). (١٠/ ٢٨٥)

٤٨٩٥٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {كانتا رتقا}، قال: مُلْتَصِقَتَين (¬٤). (١٠/ ٢٨٦)

٤٨٩٥٤ - عن عكرمة، قال: سُئِل عبد الله بن عباس عن الليل؛ كان قبل أم النهار؟ قال: الليل. ثم قرأ: {أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما}. فهل تعلمون كان بينهما إلا ظُلْمة! (¬٥). (١٠/ ٢٨٦)

٤٨٩٥٥ - عن عبد الله بن عمر -من طريق عبد الله بن دينار- أنّ رجلًا أتاه، فسأله عن: {السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما}. قال: اذهب إلى ذلك الشيخ، فاسأله، ثم تعال فأخبرني ما قال. فذهب إلى ابن عباس، فسأله، قال: نعم، كانت السماء رَتْقًا لا تُمْطِر، وكانت الأرض رَتْقاء لا تُنبِت، فلمّا خلق اللهُ للأرض أهلًا
---------------
(¬١) أخرجه الدارمي ١/ ١٩٣ - ١٩٤ (٤٧).
(¬٢) أخرجه الحاكم ٢/ ٣٨٢، والبيهقي في الأسماء والصفات (٣٩). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٥٥.
(¬٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٣. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد حميد، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.

الصفحة 513