كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

وكفى بنا من سرعة الحساب (¬١). (ز)

٤٩١٥٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها}، قال: كتبناها وأحصيناها له وعليه. وفي لفظ: يؤتى بها لك أو عليك، ثم يعفو إن شاء أو يأخذ، ويجزي بما عمل له من طاعة (¬٢). (ز)

٤٩١٥٣ - قال يحيى بن سلّام: {وإن كان مثقال حبة من خردل} أي: وزن حبة من خردل؛ {أتينا بها وكفى بنا حاسبين} يعني: عالِمين (¬٣). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٤٩١٥٤ - عن أبي أُمامة، قال: لَمّا نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: ٢١٤] جَمَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بني هاشم، فأجلسهم على الباب، وجمع نساءَه وأهلَه، فأجلسهم في البيت، ثم اطَّلع عليهم، فقال: «يا بني هاشم، اشتروا أنفسكم مِن النار، واسعوا في فكاك رقابكم، وافتَكُّوا أنفسكم مِن الله، فإني لا أملك لكم مِن الله شيئًا». ثم أقبل على أهل بيته، فقال: «يا عائشة بنت أبي بكر، ويا حفصة بنت عمر، ويا أم سلمة، ويا فاطمة بنت محمد، ويا أم الزبير عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اشتروا أنفسكم مِن النار، واسعوا في فكاك رقابكم، فإنِّي لا أطلب لكم من الله شيئًا، ولا أُغْنِي». فبكت عائشة، وقالت: يا حبي، وهل يكون ذلك يوم لا تغني عنا شيئًا؟ قال: «نعم، في ثلاث مواطن: يقول الله - عز وجل -: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} الآيتين [الأنبياء: ٤٧] فعند ذلك لا أُغني عنكم مِن الله شيئًا، وعند النور؛ مَن شاء اللهُ أتَمَّ له نوره، ومَن شاء أكبَّه في الظلمات يَعْمَه (¬٤) فيها، فلا أملك لكم مِن الله شيئًا، ولا أغني لكم من الله شيئًا، وعند الصراط؛ مَن شاء الله سلَّمه وأجازه، ومَن شاء كَبْكَبَه في النار». قالت عائشة: أي حبي، قد علمنا الموازين هي الكفتان، فيُوضَع في هذه الشيء، فترجح إحداهما، وتَخِفُّ الأخرى، وقد علمنا ما النور وما الظلمة، فما الصراط؟ فقال: «طريقٌ بين الجنة والنار، يجاز الناس عليه، وهو مثل حدِّ الموسى، والملائكة صافُّون يمينًا وشمالًا، يتخطفونهم بالكلاليب، مثل شوك
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٢.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٨٦.
(¬٣) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٣١٨.
(¬٤) كذا في مطبوعة كتاب الشريعة للآجري، وفي مطبوعة معجم الطبراني الكبير: يَغُمُّه.

الصفحة 548