كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

البَهْو صنمٌ عظيم، إلى جنبه أصغر منه، بعضها إلى بعض، كل صنم يليه أصغر منه، حتى بلغوا باب البهو، وإذا هم قد جعلوا طعامًا، فوضعوه بين أيدي الآلهة، قالوا: إذا كان حين نرجع رجعنا، وقد باركَتِ الآلهةُ في طعامنا، فأكلنا. فلما نظر إليهم إبراهيم، وإلى ما بين أيديهم من الطعام، {فقال ألا تأكلون}. فلمّا لم تُجِبْه، قال: {ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين} [الصافات: ٩١ - ٩٣]. فأخذ حديدة، فنقر كل صنم في حافتيه، ثم علَّق الفأس في عُنُق الصنم الأكبر، ثم خرج، فلما جاء القوم إلى طعامهم نظروا إلى آلهتهم، {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} (¬١) [٤٣٥٨]. (ز)

٤٩٢١٧ - قال مقاتل بن سليمان: فلمّا خرجوا دخل إبراهيمُ على الأصنام والطعام، {فجعلهم جذاذا} يعني: قِطَعًا. كقوله سبحانه: {عطاء غير مجذوذ} [هود: ١٠٨]، يعني: غير مقطوع (¬٢). (ز)


{إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (٥٨)}
٤٩٢١٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {إلا كبيرا لهم}، قال: إلا عظيمًا لهم؛ عظيم آلهتهم (¬٣). (١٠/ ٣٠٥)

٤٩٢١٩ - قال مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج-: وجعل إبراهيمُ الفأسَ التي أهلك بها أصنامَهم مسندة إلى صدر كبيرهم الذي ترك (¬٤). (١٠/ ٣٠٣)

٤٩٢٢٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {إلا كبيرا لهم} يقول: إلا كبيرَ آلهتهم، وأنفَسَها، وأعظمَها في أنفسهم، {لعلهم إليه يرجعون}
---------------
[٤٣٥٨] لم يذكر ابنُ جرير (١٦/ ٢٩٥ - ٢٩٦) في السبب الذي مِن أجله فعل إبراهيم بآلهة قومه ما فعل إلا قول السدي.
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٩٥.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٤.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٩٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٩٦. وعلَّقه يحيى بن سلّام ١/ ٣٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.

الصفحة 560