كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

قال: كايَدَهم بذلك لعلهم يتذكرون، أو يُبصِرون (¬١) [٤٣٥٩]. (١٠/ ٣٠٤)

٤٩٢٢١ - قال مقاتل بن سليمان: ثم استثنى {إلا كبيرا لهم} يعني: أكبر الأصنام، فلم يقطعه، وهو من ذهب ولؤلؤ، وعيناه ياقوتتان حمراوان تَتَوَقَّدان في الظُّلمة، لهما بريق كبريق النار، وهو في مقدم البيت، فلمّا كسرهم وضع الفأس بين يدي الصنم الأكبر، ثم قال: {لعلهم إليه يرجعون} يقول: إلى الصنم الأكبر يرجعون مِن عيدهم، فلما رجعوا مِن عيدهم دخلوا على الأصنام، فإذا هي مجذوذة (¬٢). (ز)

٤٩٢٢٢ - عن محمد بن إسحاق، قال: أقبل عليهِنَّ كما قال الله -تبارك وتعالى-: {ضربا باليمين} [الصافات: ٩٣]، ثم جعل يكسرهُنَّ بفأس في يده، حتى إذا بقي أعظمُ صنم منها ربط الفأس بيده، ثم تركهُنَّ، فلما رجع قومُه رَأَوْا ما صنع بأصنامهم، فراعهم ذلك، وأعظموه، و {قالوا: مَن فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لمن الظالمين} (¬٣). (ز)

{قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٥٩)}
٤٩٢٢٣ - قال مقاتل بن سليمان: {قالوا} يعني: نمروذ بن كنعان وحده، هو الذي قال: {من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين} لنا حين انتهك هذا مِنّا (¬٤). (ز)


{قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (٦٠)}
٤٩٢٢٤ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي الأَحْوَص- قال: لَمّا خرج قومُ إبراهيم إلى عيدهم مَرُّوا عليه، فقالوا: يا إبراهيم، ألا تخرج معنا؟ قال: إني سقيم.
---------------
[٤٣٥٩] قال ابنُ عطية (٦/ ١٧٥ - ١٧٦): «والضمير في {إلَيْهِ} أظهرُ ما فيه أنه عائد على إبراهيم، أي: فعل هذا كله تَوَخِّيًا منه أن يَعْقُب ذلك منهم رجعة إليه وإلى شرعه. ويحتمل أن يعود الضمير على الكبير المتروك، ولكن يُضعِف ذلك دخولُ الترجي في الكلام».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٩٧. وعلَّقه يحيى بن سلّام ١/ ٣٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٤.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٩٨.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٤.

الصفحة 561