كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

وقد كان بالأمس قال: {تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين}. فسمعه ناسٌ منهم، فلمّا خرجوا انطلق إلى أهله، فأخذ طعامًا، ثم انطلق إلى آلهتهم، فقرَّبه إليهم، فقال: ألا تأكلون؟ فكسرها إلا كبيرهم، ثم ربط في يده الذي كسر به آلهتهم، فلمّا رجع القومُ مِن عيدهم دخلوا؛ فإذا هم بآلهتهم قد كسرت، وإذا كبيرُهم في يده الذي كسر به الأصنام. قالوا: {من فعل هذا بآلهتنا}؟ فقال الذين سمعوا إبراهيم قال: تالله لأكيدن أصنامكم: {سمعنا فتى يذكرهم}. فجادلهم عند ذاك إبراهيم (¬١).
(١٠/ ٣٠٣)

٤٩٢٢٥ - عن عكرمة مولى ابن عباس: أنّ أبا إبراهيم خليل الرحمن كان يعمل هذه الأصنام، ثم يَشُكُّها في حبل، ويحمل إبراهيمَ على عنقه، ويدفع إليه المشكوك يدور يبيعها، فجاء رجل يشتري، فقال له إبراهيم: ما تصنع بهذا حين تشتريه؟ قال: اسجد له. قال له إبراهيم: أنت شيخ تسجد لهذا الصغير! إنّما ينبغي للصغير أن يسجد للكبير، فعندها قالوا: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} (¬٢). (١٠/ ٣٠٤)

٤٩٢٢٦ - قال مقاتل بن سليمان: قال الرجل الذي كان يسمع قولَ إبراهيم - عليه السلام - حين قال: {وتالله لأكيدن أصنامكم}: {قالوا سمعنا فتى يذكرهم} بسوء. فذلك قوله، يعني: الرجل وحده، قال: سمعت فتى يذكرهم بسوء، إضمار، {يقال له إبراهيم} (¬٣). (ز)

٤٩٢٢٧ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- {قالوا سمعنا فتى يذكرهم}، قال: {يذكرهم}: يَعِيبُهم (¬٤). (ز)

٤٩٢٢٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قوله: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم}: سمِعناه يسبها، ويعيبها، ويستهزئ بها، لم نسمع أحدًا يقول ذلك غيرُه، وهو الذي نظنُّ صنع هذا بها (¬٥). (ز)

٤٩٢٢٩ - قال يحيى بن سلّام: {قالوا} قال الذي استأخر منهم، وسمع وعيد إبراهيمَ أصنامَهم (¬٦). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه مطولًا ٦/ ١٨١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٤.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٩٨.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٩٦.
(¬٦) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٣٢٢.

الصفحة 562