كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

٤٩٢٤٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، قال: عظيمُ آلهتهم (¬١). (١٠/ ٣٠٥)

٤٩٢٤١ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {فعله كبيرهم هذا}، قال: جعل إبراهيمُ - عليه السلام - الفأسَ التي أهْلَك بها أصنامَهم مُسْنَدَةً إلى صدر كبيرهم الذي تركه، ولم يكسره (¬٢). (ز)

٤٩٢٤٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {قالوا أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} إلى قوله: {أنتم الظالمون}، قال: وهذه هي الخصلة التي كايَدَهم فيها (¬٣). (١٠/ ٣٠٤)

٤٩٢٤٣ - قال مقاتل بن سليمان: فلمّا جاءوا به {قالوا} قال نمروذ: {أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} يعني: أنت كسرتها؟ {قال} إبراهيم: {بل فعله كبيرهم هذا} يعني: أعظم الأصنام الذي في يده الفأس، غضِب حين سَوَّيتُم بينه وبين الأصنام الصغار، فقطعها، {فاسألوهم إن كانوا ينطقون} يقول: سَلُوا الأصنامَ المجذوذة: مَن قطعها؟ إن قدروا على الكلام (¬٤). (ز)

٤٩٢٤٤ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: لَمّا أُتي به، واجتمع له قومه عند ملكهم نمرود؛ {قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}، غضِب مِن أن يعبدوا معه هذه الصغار، وهو أكبر منها، فكسرهُنَّ (¬٥) [٤٣٦١]. (ز)
---------------
[٤٣٦١] أفادت الآثار أنّ قوله تعالى: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم} كان كذبة مِن إبراهيم في ذات الله. وهذا ما رجَّحه ابنُ جرير (١٦/ ٢٩٨ - ٣٠١) وابنُ عطية (٤/ ١٧٧ - ١٧٨) مُسْتَنِدَين إلى السنة، وذلك في الحديث الذي فيه: «لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث كلهن في الله ... ».
وقد نقلا قولًا آخر لم ينسباه لأحد مِن السلف: أنّ ذلك لم يكن مِن إبراهيم كذبًا، وأن المعنى: إن كانت الآلهة المكسورة تنطق فإنّ كبيرهم هو الذي كسرهم. ووجَّهه ابنُ عطية بقوله: «وفي الكلام تقديم على هذا التأويل في قوله: {فَسْئَلُوهُمْ}». وبيّن ابنُ عطية أنّ أرباب هذا القول وجَّهوا قول النبي: «لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات». أي: لم يقل كلامًا ظاهره الكذب أو يشبه الكذب.
وانتقد ابنُ جرير هذا القول؛ لخلافه ظاهرَ السنّة، فقال: «وهذا قولٌ خلافُ ما تظاهرت به الأخبارُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ إبراهيم لم يكذب إلا ثلاث كذبات، كلها في الله، قوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله: {إني سقيم} [الصافات: ٨٩] وقوله لسارة: هي أختي. وغير مستحيل أن يكون الله -تعالى ذِكْرُه- أذِن لخليله في ذلك؛ ليقرع قومه به، ويحتج به عليهم، ويعرفهم موضع خطئهم، وسوء نظرهم لأنفسهم، كما قال مُؤَذِّن يوسف لإخوته: {أيتها العير إنكم لسارقون} [يوسف: ٧٠]، ولم يكونوا سرقوا شيئًا».
وذكر ابنُ عطية عن الفرّاء قولًا ثالثًا، فقال: «وذهب الفرّاء إلى جهة أخرى بأن قال: قوله: {فَعَلَهُ} ليس مِن الفعل، وإنما هو» فلعلَّه «على جهة التوقع، حذف اللام على قولهم: علَّه بمعنى: لعله، ثم خففت اللام». وانتقده بقوله: «وهذا تكلُّف».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٢٩٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٢) تفسير مجاهد ص ٤٧٣.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٣٠٠. وعلَّقه يحيى بن سلّام ١/ ٣٢٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٥.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٣٠٠.

الصفحة 565