كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

بارك الله فيك، هل رأيتَ نبيَّ الله المُبْتَلى؟ واللهِ، على ذاك ما رأيت رجلًا أشبه به منك إذ كان صحيحًا، قال: فإني أنا هو». قال: «وكان له أندَرانِ (¬١)؛ أندر للقمح، وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلمّا كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهبَ حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الوَرِق حتى فاض» (¬٢). (١٠/ ٣٤٧)

٤٩٥٠١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران- نحوه، وفيه: فكساه اللهُ حُلَّةً مِن حُلَل الجنة، فجاءت امرأتُه، فلم تعرفه، فقالت: يا عبد الله، هل أبصرت المُبْتَلى الذي كان هنا، فلعلَّ الذئاب ذهبت به؟ فقال: ويحكِ، أنا هو (¬٣). (ز)

٤٩٥٠٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران-: أنّ امرأة أيوب قالت له: واللهِ، قد نزل بي من الجهد والفاقة ما إن بِعْتُ قَرْنَيَّ بِرَغِيفٍ فأطْعمْتُك، وإنّك رجل مُجاب الدعوة؛ فادعُ الله أن يشفيك. فقال: ويحكِ! كُنّا في النعماء سبعين سنة، فنحن في البلاء سبع سنين (¬٤). (١٠/ ٣٤٦)

٤٩٥٠٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق جُوَيْبِر، عن الضحاك-: أنّ أيوب عاش بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية، وعلى ذلك مات، وتغيَّروا بعد ذلك، وغيَّروا دين إبراهيم، كما غيَّره مَن كان قبلهم (¬٥). (١٠/ ٣٤٩)
---------------
(¬١) الأندر: هو البيدر، وهو المكان الذي يداس فيه الطعام القمح والشعير. النهاية (أندر).
(¬٢) أخرجه ابن حبان ٧/ ١٥٧ - ١٥٩ (٢٨٩٨)، والحاكم ٢/ ٦٣٥ (٤١١٥)، وابن جرير ٢٠/ ١٠٩ - ١١٠، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/ ٧٥ - ، والثعلبي ٦/ ٢٩٥، من طريق نافع بن يزيد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك به.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم في الحلية ٣/ ٣٧٥: «غريب من حديث الزهري، لم يروه عنه إلا عقيل، ورواته متفق على عدالتهم، تفرَّد به نافع». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ١/ ٥١١: «وهذا غريب رفعُه جدًّا، والأشبه أن يكون موقوفًا»، وكذا في تفسيره ٧/ ٧٥. وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٠٨ (١٣٨٠٠): «رجال البزار رجال الصحيح». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٧/ ١٤٢ (٦٥٢٧): «إسناد صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ١/ ٥٣ - ٥٤ (١٧): «الحديث صحيح».
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٣٥٦، وفتح الباري ٦/ ٤٢١ - .
(¬٤) أخرجه الحاكم ٢/ ٥٨١، والبيهقي في الشعب (٩٧٩٤)، وابن عساكر ١٠/ ٦٤. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٥) أخرجه ابن عساكر ١٠/ ٧٧ - ٧٨. وعزاه السيوطي إلى إسحق بن بشر.

الصفحة 616