كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

يونسَ ذهب به حتى أوقفه بالأرض السابعة، فسمع تسبيحَ الأرض، فهَيَّجه على التسبيح، فقال: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. فأخرجه حتى ألقاه على الأرض، بلا شعر ولا ظفر مثل الصبي المنفوس، فأُنبِتَتْ عليه شجرةٌ تُظِلُّه، ويأكل مِن تحتها مِن حشرات الأرض (¬١). فبينا هو نائمٌ تحتها إذ تساقط ورَقُها قد يَبِسَتْ، فشكا ذلك إلى ربِّه، فقال له: تحزن على شجرةٍ يَبِسَتْ، ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون يُعَذَّبون؟! (¬٢). (١٠/ ٣٦٣)

٤٩٥٩٢ - عن عبد الله بن الحارث، قال: لَمّا التَقَمَ الحوتُ يونسَ نبذ به إلى قرار الأرض، فسمع تسبيح الأرض، فذاك الذي هاجه، فناداه (¬٣). (١٠/ ٣٥٩)

٤٩٥٩٣ - قال مقاتل بن سليمان: {فنادى}، يقول: فدعا ربَّه (¬٤). (ز)


{فِي الظُّلُمَاتِ}

٤٩٥٩٤ - عن عمرو بن ميمون، قال: حدثنا عبدُ الله بن مسعود في بيت المال، قال: لَمّا ابتلع الحوتُ يونسَ - عليه السلام - أهْوى به إلى قرار الأرض، فسمع يونسُ - عليه السلام - تسبيحَ الحصى، فنادى في الظلمات -ظلمات ثلاث: بطن الحوت، وظلمة الليل، وظلمة البحر-: {أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. {فنبذناه بالعراء وهو سقيم} [الصافات: ١٤٥]، قال: كهيئة الفرخ المَمْعُوط (¬٥) الذي ليس عليه ريش (¬٦). (١٠/ ٣٦٠)
٤٩٥٩٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- {فنادى في الظلمات}، قال: ظُلْمة الليل، وظُلْمة البحر، وظُلْمة بطن الحوت (¬٧). (١٠/ ٣٦٠)

٤٩٥٩٦ - عن سعيد بن جبير، مثله (¬٨). (١٠/ ٣٦٠)

٤٩٥٩٧ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق محمد بن رِفاعة- =
---------------
(¬١) قيل: كل ما أُكِلَ من بَقْل الأرض حَشَرَةٌ. لسان العرب (حشر).
(¬٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٥٧٨ - ٥٧٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٩٠.
(¬٥) معط الشعر: نتفه. اللسان (معط).
(¬٦) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٢/ ١٠٦ - ١٠٧ (٣٨) -، والحاكم ٢/ ٣٨٣. وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد، وابن أبي حاتم.
(¬٧) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٣٨٢.
(¬٨) عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.

الصفحة 634