كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}

٤٩٦٤٠ - عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومَن خاف النار ترك الشهوات، ومَن تَرَقَّب الموتَ انتهى عن اللَّذّات، ومَن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب، وتصديقُ ذلك في كتاب الله: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}» (¬١). (ز)
٤٩٦٤١ - عن جابر بن عبد الله، قال: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله: {ويدعوننا رغبا ورهبا}. قال: «{رغبا} هكذا، {ورهبا} هكذا». وبسط كفيه. يعني: جعل ظهرها للأرض في الرغبة، وعَكَسَه في الرهبة (¬٢) [٤٣٨٨]. (١٠/ ٣٦٨)

٤٩٦٤٢ - عن الحسن البصري -من طريق سفيان، عن رجل- في قوله: {ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}، قال: الخوف الدائم في القلب (¬٣). (١٠/ ٣٦٨)
---------------
[٤٣٨٨] أشار ابنُ عطية (٦/ ١٩٨) إلى ما جاء في هذا الأثر، ثم علّق قائلًا: «وتلخيصُ هذا: أنّ عادة كل داعٍ مِن البشر أن يستعين بيديه، فالرغب من حيث هو طلب يحسن معه أن يوجه باطن الراح نحو المطلوب منه؛ إذ هي موضع الإعطاء وبها يتملك، والرهب من حيث هو دفع مضرة يحسن معه طرح ذلك والإشارة إلى إذهابه وتوقيه بنفض اليد ونحوه».
_________
(¬١) أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ٤/ ٣٩٧، واللفظ له، من طريق سعد بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن علي بن أبي طالب به.
وأخرجه البيهقي في الشعب ١٣/ ١٧٥ - ١٧٦ (١٠١٣٤) دون الآية، من طريق فديك بن سليمان، عن محمد بن سوقة، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي به.
وأخرجه البيهقي في الشعب ١٣/ ١٧٥ - ١٧٦ (١٠١٣٥)، من طريق عبيد الله الوصافي، عن محمد بن سوقة به.
قال ابن عدي: «ولسعد غير ما ذكرت من الحديث غرائب وأفراد غريبة تروى عنهم، وكان رجلًا صالحًا، ولم تؤت أحاديثه التي لم يتابع عليها مَن تَعَمَّد منه فيها، أو ضعف في نفسه ورواياته إلا لغفلة كانت تدخل عليه، وهكذا الصالحين». وقال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ ص ٣١٠ (٧٧٩): «رواه عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن محمد بن سوقة، عن الحارث، عن علي. وعبيد الله هذا ليس بشيء في الحديث». وقال ابن الجوزي في الموضوعات ٣/ ١٨٠: «هذا حديث لا يصِحُّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال يحيى: عبيد الله بن الوليد ليس بشيء. وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث، على أن الحارث كذاب». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير عن إسناد البيهقي ٢/ ٣٩٨: «إسناده ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٠/ ٥٣ (٤٥٥٠): «ضعيف».
(¬٢) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(¬٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد (١٦٨).

الصفحة 643