كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}؟ قال ابن الزِّبَعْرى: قد عُبِدَت الشمسُ والقمرُ والملائكةُ وعزيرٌ وعيسى ابن مريم، كل هؤلاء في النار مع آلهتنا؟! فنزلت: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أالهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} [الزخرف: ٥٧ - ٥٨]. ثم نزلت: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} (¬١). (١٠/ ٣٨٦)

٤٩٧٧٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق شُرَحْبِيل بن سعد- قال: نزلت هذه الآية: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}. ثم نسختها: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}، يعني: عيسى ومَن كان معه (¬٢). (١٠/ ٣٨٧)

٤٩٧٧٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي يحيى- قال: لَمّا نزلت: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} شَقَّ ذلك على أهل مكة، وقالوا: أيشتم آلهتنا؟ فقال ابن الزِّبَعْرى: أنا أخصم لكم محمدًا، ادعوه لي. فدُعِي، فقال: يا محمد، هذا شيء لآلهتنا خاصة أم لكل مَن عُبِد مِن دون الله؟ قال: «بل لكل مَن عُبِد من دون الله». فقال ابن الزِّبَعْرى: خُصِمْتَ، وربِّ هذه البَنِيَّةِ -يعني: الكعبة-، ألست تزعم -يا محمد- أنّ عيسى عبد صالح، وأنّ عزيرًا عبد صالح، وأن الملائكة صالحون؟ قال: «بلى». قال: فهذه النصارى تعبدُ عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرًا، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة. فضجَّ أهلُ مكة، وفرِحوا. فنزلت: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} عزير وعيسى والملائكة، {أولئك عنها مبعدون}. ونزلت: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} [الزخرف: ٥٧] (¬٣). (١٠/ ٣٨٦)
---------------
(¬١) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٣/ ١٨ (٩٨٨)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ١١/ ٣٤٥ (٣٥١)، وابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٣٧٩ - ، من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن يزيد بن أبي حكيم، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
وسنده حسن.
(¬٢) أخرجه البزار -كما في كشف الأستار ٣/ ٥٩ (٢٢٣٤) -، من طريق شرحبيل، عن ابن عباس به.
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ٦٨ (١١١٧٧): «فيه شرحبيل بن سعد مولى الأنصار، وثَّقه ابن حبان، وضَعَّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات».
(¬٣) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٣/ ١٥ - ١٦ (٩٨٦)، وإسحاق البستي في تفسيره ص ٣٣٠، والواحدي في أسباب النزول ص ٣٠٥ - ٣٠٦، من طريق عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى، عن ابن عباس. وأخرجه الطبراني في الكبير ١٢/ ١٥٣ (١٢٧٣٩) بنحوه، من الطريق نفسه لكن بإسقاط أبي يحيى من السند.
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ٦٩ (١١١٧٨): «فيه عاصم بن بهدلة، وقد وثق، وضعفه جماعة».

الصفحة 669