كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

٤٩٧٧٥ - عن محمد بن السائب الكلبي أو غيره -من طريق سفيان بن عيينة، عن مقاتل- قال: لَمّا نزلت {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} بلغ [قريشًا]، فقال ابن الزِّبَعْرى: أنا أخصمه. فذكر نحوه (¬١). (ز)

٤٩٧٧٦ - عن أبي حَصين، قال: سمعته يذكر عَن سعيد بن جبير في قوله: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}، قال: فذكروا عيسى وعُزيرًا أنهما كانا يُعبدان! فنزلت هذه الآية مِن بعدها: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}، قال: عيسى ابن مريم - عليه السلام - (¬٢). (ز)

٤٩٧٧٧ - قال قتادة بن دعامة: إنّ اليهود قالت: ألستم تزعمون أنّ عُزَيرًا في الجنة، وأنّ عيسى في الجنة، وقد عُبِدا مِن دون الله؟ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} (¬٣). (ز)

٤٩٧٧٨ - تفسير محمد بن السائب الكلبي: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام مُقابل باب الكعبة، ثم قرأ هذه الآية، فوجد أهلُ مكة منها وجدًا شديدًا، فقال ابن الزِّبَعْرى: يا محمد، أرأيت الآية التي قرأتُ آنِفًا، أفينا وفي آلهتنا خاصة، أم في الأمم وآلهتهم معنا؟ فقال: لا، بل فيكم وفي آلهتكم، وفي الأمم وفي آلهتهم. قال: خَصَمْتُك، وربِّ الكعبة، قد علمتَ أنّ النصارى يعبدون عيسى وأمه، وأنّ طائفة من الناس يعبدون الملائكة، أفليس هؤلاء مع آلهتنا في النار؟ فسكت رسول الله - عليه السلام -، وضحِكت قريش، وضَجُّوا. فذلك قوله: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} يعني: يضجون، {وقالوا} يعني: قريشًا: {أآلهتنا خير أم هو} قال الله -تبارك وتعالى-: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} [الزخرف: ٥٧ - ٥٨]. وقال: هاهنا في هذه الآية في جواب قولهم: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} وهم عيسى وعزير والملائكة (¬٤). (ز)

٤٩٧٧٩ - قال مقاتل بن سليمان: نزلت في بني سهم، منهم: العاص بن وائل، والحارث وعدي ابني قيس، وعبد الله بن الزِّبَعْرى بن قيس، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل
---------------
(¬١) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص ٣٣٠.
(¬٢) أخرجه ابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ١٦/ ٥٥٣ (٣٢٥٤٣).
(¬٣) علَّقه يحيى بن سلّام ١/ ٣٤٦.
(¬٤) أورده يحيى بن سلّام ١/ ٣٤٥ - ٣٤٦. وينظر: تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ١٨٩ - ١٩٠.

الصفحة 670