كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

جبير يسأله عن هذه المسائل، [فأجابه] ... : وتسأل عن العبادة: والعبادة هي الطاعة، وذلك أنّه مَن أطاع الله فيما أمره به وفيما نهاه عنه فقد أتَمَّ عبادة الله، ومَن أطاع الشيطان في دينه وعمله فقد عبد الشيطان، ألم ترَ أنّ الله قال للذين فرطوا: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان} [يس: ٦٠]؟ وإنّما كانت عبادتهم الشيطان أنهم أطاعوه في دينهم، فمِنهم مَن أمرهم فاتخذوا أوثانًا أو شمسًا أو قمرًا أو بشرًا أو ملَكًا يسجدون له من دون الله، ولم يظهر الشيطانُ لأحد منهم، فيتعبد له، أو يسجد له، ولكنَّهم أطاعوه فاتخذوها آلهة مِن دون الله، فلمّا جمعوا جميعًا يوم القيامة في النار قال لهم الشيطان: {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} [إبراهيم: ٢٢]. {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}، فعبد عيسى والملائكة من دون الله، فلم يجعلهم الله في النار، فليس للشمس والقمر ذنب، وذلك يصير إلى طاعة الشيطان (¬١). (ز)

٤٩٧٩٠ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- قال: يقول ناس من الناس: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}، يعني: من الناس أجمعين، فليس كذلك، إنما يعني: مَن يُعبَد مِن الآلهة وهو لله مطيع؛ مثل عيسى وأمه، وعزير والملائكة، واستثنى الله هؤلاء مِن الآلهة المعبودة التي هي ومَن يعبدها في النار (¬٢). (١٠/ ٣٩٢)

٤٩٧٩١ - عن عكرمة مولى ابن عباس =

٤٩٧٩٢ - والحسن البصري -من طريق يزيد- قالا: قال في سورة الأنبياء: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} إلى قوله: {وهم فيها لا يسمعون}. ثم استثنى، فقال: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}، فقد عُبِدَت الملائكةُ مِن دون الله، وعزير، وعيسى (¬٣). (١٠/ ٣٩٢)

٤٩٧٩٣ - عن الحسن البصري -من طريق حميد الطويل- في قوله: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى}، قال: الحسنى: الجنة، سبقت مِن الله - عز وجل - لكلِّ مؤمن (¬٤). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ١/ ٣٤٦ - ٣٤٧.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٤١٨.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٤١٦.
(¬٤) تفسير مجاهد ص ٤٧٥.

الصفحة 675