كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

خلق نعيده}، قال: حُفاة عراة غُلْفًا (¬١). (١٠/ ٣٩٨)

٤٩٨٦٠ - تفسير محمد بن السائب الكلبي: إذا أراد الله -تبارك وتعالى- أن يبعث الموتى عاد الناسُ كلهم نُطَفًا، ثم علقًا، ثم مضغًا، ثم عِظامًا، ثم لحمًا، ثم ينفخ فيه الروح، فكذلك كان بدؤهم (¬٢). (ز)

٤٩٨٦١ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: {كما بدأنا أول خلق نعيده}، وذلك أنّ كُفّار مكة أقسموا بالله جهد أيمانهم في سورة النحل [٣٨]: {لا يبعث الله من يموت}. فأكذبهم الله - عز وجل -، فقال سبحانه: {بلى وعدا عليه حقا}، {كما بدأنا أول خلق نعيده} يقول: هكذا نعيد خلقهم في الآخرة كما خلقناهم في الدنيا، {وعدا علينا إنا كنا فاعلين} (¬٣) [٤٤١٣]. (ز)

٤٩٨٦٢ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {وعدا علينا} يعني: كائنًا البعث، {إنا كنا فاعلين} أي: نحن فاعلون (¬٤). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٤٩٨٦٣ - عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تُحْشَرون حفاة عُراة غرلًا». قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: «الأمر أشدُّ مِن أن يهمهم ذاك» (¬٥). (ز)

٤٩٨٦٤ - عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: «يُحْشَر الناس يوم القيامة حُفاةً عراة مشاة غرلًا». -قلت: يا أبا عبد الله، ما الغُرْل؟ قال: الغُلْف- فقال بعض
---------------
[٤٤١٣] قال ابنُ عطية (٦/ ٢٠٦ - ٢٠٧): «وقوله تعالى: {كَما بَدَأْنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} يحتمل معنيين: أحدهما: أن يكون خبرًا عن البعث، أي: كما اخترعنا الخلق أولًا على غير مثال كذلك نُنشِئُهم تارةً أخرى فنبعثهم مِن القبور. والثاني: أن يكون خبرًا عن أنّ كل شخص يُبعَث يوم القيامة على هيئته التي خرج بها إلى الدنيا». ثم قال مُقَوِّيًا القول الثاني بالسُّنَّة: «ويؤيد هذا التأويل أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلًا، {كما بدأنا أول خلق نعيده}»».
_________
(¬١) أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ١٢٠، ويحيى بن سلّام ١/ ٣٤٩ من طريق عاصم بن حكيم، وابن جرير ١٦/ ٤٢٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬٢) علَّقه يحيى بن سلّام ١/ ٣٤٩.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٩٦.
(¬٤) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٣٤٩.
(¬٥) أخرجه البخاري ٨/ ١٠٩ (٦٥٢٧).

الصفحة 689