كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 14)

٤٩٩٠٢ - قال سفيان الثوري، في قوله: {إن الأرض يرثها عبادي الصالحون}، قال: أرض الجنة (¬١). (ز)

٤٩٩٠٣ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}، قال: الجنة. وقرأ: {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء} [الزمر: ٧٤]. قال: فالجنة مبتدؤها في الأرض، ثم تذهب دَرَجًا عُلُوًّا، والنار مبتدؤها في الأرض، وبينهما حجاب؛ سور ما يدري أحد ما ذاك السور. وقرأ: {باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} [الحديد: ١٣]. قال: ودَرَجُها تذهب سَفالًا في الأرض، ودَرَجُ الجنة تذهب عُلُوًّا في السماوات (¬٢). (١٠/ ٤٠٢)

٤٩٩٠٤ - قال يحيى بن سلّام: {أن الأرض} يعني: أرض الجنة {يرثها عبادي الصالحون} (¬٣) [٤٤١٥]. (ز)


{إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (١٠٦)}

٤٩٩٠٥ - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في قول الله: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين}، قال: «في الصلوات الخمس شُغُلًا للعبادة» (¬٤). (١٠/ ٤٠٤)
---------------
[٤٤١٥] اختلف السلف في الأرض التي عناها الله بقوله: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} على قولين: الأول: أنها أرض الجنة. والثاني: أنها أرض الدنيا.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٤٣٤) القول الأول مستندًا إلى أقوال السلف.
ورجّح ابنُ القيم مستندًا إلى النظائر والسنة القول الثاني، بقوله: «وهذا هو القول الصحيح، ونظيره قوله تعالى في سورة النور [٥٥]: {وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْنًا}. وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «زُوِيَت لي الأرض مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها». ونقل ابنُ القيم قولًا آخر في الآية، فقال:» وقالت طائفة من المفسرين: المراد بذلك: أرض بيت المقدس، وهي من الأرض التي أورثها الله عباده الصالحون «. ثم انتقده قائلًا:» وليست الآية مختصة بها".
_________
(¬١) تفسير الثوري ص ٢٠٧.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٤٣٦.
(¬٣) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٣٥٠.
(¬٤) أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ١/ ٣١١ بلفظ: «للعباد»، من طريق عبد الرحمن بن محمد بن سياه، عن علي بن نمراد، عن الحسن بن محمد الأصبهاني، عن إبراهيم بن عزرة المطوعي، عن موسى بن حماد، عن أنس بن مالك به. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه، والديلمي.

الصفحة 695