كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 14)
واحتَجَّ مَن قال: يعتِقُ منه بقدرِ ما أدَّى، بحديث يحيى بن أبي كثير، عن عكرمةَ، عن ابن عباس، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُودَى المكاتَبُ بقدرِ ما أدَّى ديةَ الحرِّ، وبقدرِ ما رُقَّ منه ديةَ عبد". رواه حجَّاجٌ الصوّافُ وهشامٌ الدَّستُوائيُّ وغيرُهما، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس مسنَدًا (¬١).
وقد رُوِيَ عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس مثلُه مسنَدًا (¬٢). وقد أرسَله بعضُهم عن عكرمة (¬٣).
---------------
(¬١) أخرجه أبو داود (٤٥٨١) من طريق هشام الدَّستوائي وحجّاج الصّوّاف، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (٢٨٤٣٩)، وأحمد في المسند ٣/ ٤١٥ (١٩٤٤)، والنسائي في الكبرى ١٥/ ٥١ (٥٠٠٠) من طريق هشام الدستوائي، به.
وأخرجه أحمد في المسند ٥/ ٩٣٦ (٣٤٢٣)، والنسائي في المجتبى (٤٨١٠) من طريق حجّاج الصوّاف، به.
قال أبو داود: (٤٥٨٢): "رواه وهيب عن أيوب، عن عكرمة، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأرسله حماد بن زيد وإسماعيل، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وجعله إسماعيل ابن علية قول عكرمة".
وقال الإمام الترمذي (١٢٥٩): "حديث ابن عباس حديث حسن، وهكذا روى يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وروى خالد الحذاء عن عكرمة عن علي قوله".
وقال الإمام النسائي عقب (٧٢٢٦): "هذا لا يصح وهو مختلف فيه".
وقال الإمام الترمذي في العلل الكبير: "سألت محمدًا (يعني البخاري) عن هذا الحديث فقال: "روى بعضهم هذا الحديث، عن عكرمة، عن علي"، قال الترمذي: "وروى يحيى بن أبي كثير هذا الحديث عن عكرمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا مثل ما روى أيوب".
قال أبو طالب القاضي الذي رتب علل الترمذي: "هكذا ذكر أبو عيسى عن يحيى بن أبي كثير في كتاب العلل أنه رواه مرسلًا، وذكر في كتاب الجامع عن يحيى مسندًا، وقال هنا: مثل ما روى أيوب، وهو خلاف ما تقدم عن أيوب في الحديث هاهنا وفي الجامع، ولكن بقي أن ينظر في نسخة من كتاب العلل" "ترتيب علل الترمذي" (٣٢٩) و (٣٣٠).
وينظر حديث عكرمة عن علي وتخريجه في كتابنا: المسند المصنف المعلل ٢١/ ٣٤٩ (٩٦٥٠).
(¬٢) أخرجه أحمد في المسند ٥/ ٤٤ - ٤٤٥ (٣٤٨٩)، والترمذي (١٢٥٩)، والنسائي في المجتبى (٤٨١٢)، وفي الكبرى ٦/ ٣٥٩ (٦٩٨٧) من طرق عن أيوب بن أبي تميمة السَّختيانيّ، به. وقد بيّنا علته قبل قليل.
(¬٣) أخرجه النسائي في الكبرى ٥/ ٥٢ (٥٠٠٥)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٣/ ١١٠ (٤٧٠٩).