كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

العثرات، وتجاب فيه الدعوات، ومستقبله عند انقضائه - إن شاء الله - حج وجهاد في سبيل الله; فأنتم استعينوا بالله على أنفسكم الظالمة لكم، وقلوبكم القاسية، فإن الله نعم المولى ونعم النصير، وإنا كنا لبئس العبيد {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور آية: 31] .
وقوموا بما أوجب عليكم إيمانا واحتسابا، واحذروا مخالفته، فإن مخالفتة دمار الدين، ونزول دار البوار، أعاذنا الله وإياكم من ذلك; وهذه الأمور: اختبار من الله تبارك وتعالى، كما قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [سورة الأنبياء آية: 35] .
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ونسأله لنا ولكم الهداية، وبه التوفيق والحماية، عما يغضبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأنتم خابرون أني قد لزمت على كل أمير ناحية، يخص على خمسة عشر، أو أكثر أو أقل، من أهل بلدانه، ويلزمهم طلب العلم، لأنه أمر ضروري.
ومثل ما ذكر: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.
ولا أعذر كل أمير ناحية، إلا عنده ناس مخصوصين،

الصفحة 29