كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

من سعود بن عبد العزيز: إلى من يراه من المسلمين، سلمهم الله من الآفات، ووقاهم جميع المهلكات، وهداهم لفعل الطاعات، وجنبنا وإياهم فعل جميع المحظورات، ووسع علينا وعليهم من جميع الطيبات، وحمانا وإياهم عن الأهواء والضلالات، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: موجب الخط المحبة لكم، والشفقة عليكم، والنصح لكم، والمعذرة من الله; ووالله إني أحب لكم من الخير ما أحب لنفسي، وأكره لكم من الشر ما أكره لنفسي، وإن أعظم ما أحبه لكم، طاعة الله ورسوله، وأعظم ما أكره لكم معصية الله ورسوله، بها حصول خير الدنيا والآخرة، ومعصية الله ورسوله بها زوال الدنيا والآخرة.
والله جل جلاله وتقدست أسماؤه أعظم النعم علينا وعليكم، كما قال جل من قائل: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [سورة لقمان آية: 20] ولا نقدر نعد ما أنعم به من جلب كل خير، ودفع {كل شر وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [سورة إبراهيم آية: 34] وكل نعمة يجب فيها شكر، وكل شكر يحصل به المزيد وعدم الشكر يوجب ضده وكفر للنعم، ويحصل بكفر النعمة العذاب الشديد، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
ولا ننصحكم وننصح أنفسنا بأعظم من نصائح رب السماوات والأرض، التي ذكر في كتابه، حيث قال جل من

الصفحة 32