كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة التوبة آية: 34] .
وفي الحديث: إن المال الذي لا تؤدى زكاته، يصفح صفائح من نار لصاحبه، وتمثل له شجاع أقرع، يأخذ بلهزمتيه، أو كما قال.
ومن الناس من يؤدي القليل من الكثير، ومنهم من يجعل زكاته وقاية لماله، في نوائب وغيرها; وأكبر من هذا وأطم الذين يحلون ما حرم الله، بالتأويل الفاسد الذي درجهم عليه الشيطان، حتى يقعوا فيما ذكر: من استحل محرما فقد كفر، واستحلوا ما حرم الله بأدنى الحيل.
والشيطان عدو بني آدم، ولا يسأم بما حصل به ورودهم النار، من [أي] باب كان، ومما أدرك الشيطان بخس المكيال والميزان؛ والله جل جلاله قال في كتابه: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ الآيات، إلى قوله: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة المطففين آية: 1- 6] .
وقال تعالى عن نبيه شعيب، عليه السلام: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا} [سورة هود آية: 85] الآيات وبخس المكيال أو الميزان، من فعل الأمم المعذبين.
ومن ذلك: التجسس على كثير من أنواع الربا في المعاملات، وترديد الدَّين في الذمم، على الذين ليس عندهم وفاء، ويردد الدين بنفسه، زادا بزاد، وغير ذلك من أنواع الربا، ولو في المصارفة، وشراء الفضة بالفضة وغير ذلك.
والله تعالى، قال: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}

الصفحة 36