كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نقص مال من صدقة 1 ولا والله وبالله وتالله: ما نقص أحد بطاعة الله، ولا نقص إلا بطاعة الشيطان، ومخالفة أمر الله ورسوله، ومن ذلك كبار الناس أكثرهم ما يمشون في الجهاد في سبيل الله، وفي الجهاد فضل ما يحصى ذكر الله فيه، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأكثر الناس يخاف عليه من قول الله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [سورة التوبة آية: 46] الآية وأيضا أن المصيبة اليوم ما تعد ذنبا ولا تستنكر; قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} [سورة آل عمران آية: 152] الآية.
وكثير من الناس يجعل في نب من نبوب الإسلام، مع غزو في نحر عدو، أو ثغر من ثغور الإسلام، ويلقى في البلدان، ولا يلقى من ينكر عليه، لا أمير ولا مأمور، وهذا من أعظم الجنايات وأكبر المعاصي.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الأنفال آية: 27] وهذا من أكبر الخيانة في الوديعة وغيرها. ومرادى بذكر هذا تبيين لكم، وتحذيركم من عقوبة الله، ومعذرة من الله واستجلاب للتوبة والاستغفار، وفي الحديث: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.
[الحث على شكر ما أنعم الله به من النصر والتأييد]
وأيضا: تجددون شكر ما أنعم الله به عليكم من النصر
__________
1 الترمذي: الزهد 2325.

الصفحة 43