كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

والذي أحاذر عليكم اليوم: معصيتكم الله في عدم إنكار المنكر، وعدم الغضب لله، وعلى طول هذه المدة، ما بلغني من خاص أو عام، قام لله، أو أنكر منكرا، أو رفع لي خبرا بخلاف أحد.
ولا دريتم أنكم خنتم العهد الذي أخذ منكم، وعصيتم ربكم في عدم إنكاركم المنكر؛ والعاصي عصى الله بارتكاب المعصية، والساكت عصى الله في عدم الغضب لله وعدم الإنكار عليه. ويخطر أن العاصي يعترف بالذنب ويتوب منه، والساكت ما يلب له أن هذا ذنب، وتتراكم عليه الذنوب من حيث لا يشعر، وعلقتونا بالفريضة، وأسقطتوها عن أنفسكم، ونحن نسأل الله أن يعيننا ويحتمل عنا.
فيكون عندكم معلوما أن الله موجب على كل مؤمن بالله واليوم الآخر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ولا يناظر 1 وجه خاص ولا عام; والأمر الذي تحبون رفعه إليَّ، وأدبه يصدر مني، ارفعوه إلي.
وقوموا بهذه الفريضة، وأدوها على الوجه المرضي، وأنا أبغي أتتبع كل من يتهم بالدين، والذي ما يتبين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في دقائق الأمور وجلائلها أنا أؤدبه على الخيانة بالعهد، وإسقاط هذه الفريضة. وأنتم تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، وتسببوا
__________
1 أي: لا يراعي.

الصفحة 46