كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} [سورة الأعلى آية: 10-12] أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
ومر علينا قراءة في هذه الأيام، ونسخناها لكم، وفيها ما يعظ القلب الذي فيه حياة; فيكون لديكم معلوما أن أهم ما علينا جهاد أنفسنا، والتسبب فيما يصلح ما تحت أيدينا، ويصير سببا لزوال الباطل من أوطاننا، وهذا أوجب علينا من جهاد عدونا.
وبالحاضر الذي له دين، ويؤمن بالله وباليوم الآخر، يتوب إلى الله، ويعرف أنه قد أسقط فريضة من فرائض الدين، وهي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا لأحد حجة ولا عذر، ولا نعلم أحدا ترك شيئا من دنياه مداراة لأحد، ولا حياء من أحد.
وأما الدين جعله أكثر الناس صلحة عن دنياه، وخاب وخسر من آثر دنياه على رضى مولاه; فيكون عندكم معلوما أني ملزمه وموجب على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وكل بلاد فيها طائفة أهل دين: يجتمعون، ويصيرون يدا واحدة، وأميرهم ومطوعهم; والأمير يصير حربة لأهل الدين، ويشد عضدهم، ويحمي ساقتهم، ويطلق أيديهم; والمطوع يوازر الأمير، ويقوم مع أهل الدين، ويبث العلم في جماعته، ويحضهم على المذاكرة.

الصفحة 53