كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

وإذا أذنب استغفر، والله منعم يحب الشاكرين، ووعدهم على ذلك المزيد، قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} : [سورة إبراهيم آية: 7] .
فالذي أوصيكم به تقوى الله تعالى في السر والعلانية، قال تعالى {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} : [سورة النور آية: 52] ، وجماع التقوى أداء ما افترض الله سبحانه، وترك ما حرم الله.
وأعظم فرائض الله بعد التوحيد: الصلاة، لا يخفاكم ما وقع من الخلل بها، والاستخفاف بشأنها؛ وهي عمود الإسلام، الفارقة بين الكفر والإيمان، من أقامها فقد أقام دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وهي آخر ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهي آخر وصية كل نبي لقومه، وهي آخر ما يذهب من الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
وبعض الناس يسيء في صلاته، وأحد يتخلف عن الجماعة ويصلي وحده، أو في نخله هو ورجاله، والمسجد جار له، وفي الحديث: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد؛ وهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحرق على المتخلفين بيوتهم بالنار، لولا ما فيها من النساء والذرية.
وقال ابن مسعود، رضي الله عنه: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. وهذه أمور ما يخفى عليكم وجوبها، لكن الكبرى عدم إنكار المنكر، وتزيين الشيطان

الصفحة 56