كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

لبعض الناس: أن كلا ذنبه على جنبه; وفي الحديث: لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليعمنكم الله بعقابه
وكذلك الزكاة، بعض الناس يتخفون بها - والعياذ بالله - يبخل بها، فإن أخرجها جعلها وقاية دون ماله، والله تعالى يقول: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ [سورة التوبة آية: 34-35] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار 1 ثم ذكر مانع الزكاة من الإبل والبقر والغنم.
وكل مال ما يؤدي زكاته، فهو كنْز يعذب به صاحبه; والنصاب تفهمونه، وعروض التجارة، مثل الطعام الذي يدخره صاحبه، ولو الزرع مزكى، إذا مضى عليه الحول، أو ثمنه، وجبت فيها الزكاة، وكل ما أعد للتجارة يقوم عند الحول، ويزكيه صاحبه.
والله تعالى يبتلي الغنى بالفقير، وأعطاكم وطلب منكم
__________
1 مسلم: الزكاة 987 , وأبو داود: الزكاة 1658 , وأحمد 2/262 ,2/383.

الصفحة 57