كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

في الحديث: ر أس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله 1.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يبعث عماله، ويرسل رسائله إلى أهل الأرض، يدعوهم إلى هذا، يبدأ به قبل كل شيء؛ ولا يأمر بشيء من الأركان، إلا بعد التزامه ومعرفته، كما دل عليه حديث معاذ لما أرسله إلى اليمن، وغيره من الأحاديث.
وفي أوقاتنا بعد العهد بآثار النبوة، وطال الزمان، وكاد الزمان يشبه زمن الفترة، لغلبة الجهل، وشدة الغربة; وقد من الله تعالى في هذه الأقطار بشيخ الإسلام، رحمه الله تعالى، فقام في تجريد التوحيد، وتمهيد قواعد الملة أتم قيام، حتى ظهر بحمد الله منار التوحيد والإسلام، وآزره علي ذلك من أسلافكم وأعمامكم من آزره، رحمة الله عليهم أجمعين.
وبعدهم حصل من الناس ما لا يخفى من الإعراض والإهمال، وعدم الرغبة والتنافس فيما أوجبه الرب من توحيده، وفرضه على سائر عبيده، وقل الداعي إلى ذلك، والمذكر به والمعلم له في القرى والبوادي.
والتغافل والتساهل في هذه الأصول العظام، التي هي آكد مباني الإسلام، يوجب للرعية أن يشب صغيرهم، ويهرم كبيرهم على حالة جاهلية، لا يعرف الأصول الإيمانية، والقواعد الإسلامية، والله سائلنا وسائلك عن ذلك كل بحسب قدرته وطوقه.
__________
1 الترمذي: الإيمان 2616 , وأحمد 5/237.

الصفحة 64