كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

والجهل والظلم غالب على النفوس، ولها وللشيطان حظ عظيم في ذلك، والنفوس الجاهلية المعرضة عن العلم النبوي يسرع إليها الشرك والتنديد، أسرع من السيل إلى منحدره.
والواجب مراعاة هذا الأصل، والقيام فيه، وبعث الدعاة إليه، وجعل أموال الله التي بأيديكم آلة له، ووقاية وحماية وإعانة؛ فإن هذا من أفرض الفرائض وألزمها، ولم تشرع الإمارة والإمامة إلا لأجل ذلك والقيام به.
وبقاء الإسلام والإيمان في استقامة الولاة، والأئمة على ذلك؛ وزوال الإسلام وانقضاؤه بانحرافهم عن ذلك، وجعل الهمة والأموال والقوة مصروفة في غيره، مقصودا بها سواه، من العلو والرياسات والشهوات.
وكذلك وقع في آخر بني العباس ما وقع من الخلل والزلل، واشتدت غربة الإسلام، وظهرت البدع العظام، وأظهر الكفر أعلامه وشعاره، وبنيت المساجد على القبور، وأسرجت عليها السرج، وأرخيت عليها الستور، وهتف أكثر الناس في الشدة بسكان القبور، وذبحوا لها القرابين ونذرت لها النذور.
وبنيت الهياكل للنجوم، وخاطبها بالحوائج كل مشرك ظلوم؛ وسرى هذا في الناس حتى فعله من يظن أنه من الأخيار والأكياس، وكثير منهم يظن أن هذا هو الإسلام،

الصفحة 65