كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

وأنه مما جاء به سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام. وهل وقع ذلك وصار، على تطاول الدهور والإعصار، إلا بسبب إهمال الرؤساء والملوك الذين استكبروا في الأرض، ولم يرفعوا رأسا بما جاءت به الأنبياء، وقنعوا بمجرد الاسم والانتساب من غير حقيقة، قال الله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ} [سورة غافر آية: 47] الآية.
فأهم المهمات، وآكد الأصول والواجبات، النظر في هذا، وتفقد الرعية الخاصة والعامة، البادية والحاضرة، لأنك مسؤول عنهم، والسؤال أولا يقع عن الدين قبل الدنيا.
وفي الحديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وفي الصحيح كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون بعدي خلفاء فيكثرون. قالوا: فما تأمرنا به؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله عز وجل سائلهم عما استرعاهم عليه.
ففتش عقائدهم، وانظر في توحيدهم وإسلامهم، خصوصا مثل أهل الأحساء والقطيف، فقد اشتهر عنهم ما لا يخفاك، من الغلو في أهل البيت، ومسبة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم التزام كثير من أصول الدين وفروعه. وكونهم يسرون ذلك ويخفونه، لا يسقط عنك وجوب

الصفحة 66