كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

الدعوة والتعليم، والنصح لله بظهور دينه، وإلزامهم به، وتعليم صغارهم وكبارهم، فإنك مسؤول عن ذلك، والحمل ثقيل، والحساب شديد.
وفي الطبراني: أن عمر بن الخطاب، استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن، فتخلف بشر، فلقيه عمر، فقال: ما خلفك؟ أما لنا عليك سمع وطاعة؟ قال: بلا. ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ولي شيئا من أمور المسلمين، أتي به يوم القيامة، حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر، فهوى فيه سبعين خريفا، فرجع عمر كئيبا حزينا، جعلك الله من الذين يخشون ربهم، ويخافون سوء الحساب.
ومن الدعوة الواجبة، والفريضة اللازمة: جهاد من أبى أن يلتزم التوحيد ويعرفه، من البادية وغيرهم، وأكثر بادية نجد يكفي فيهم المعلم، وأما من يليهم من المشركين، مثل الظّفير وأمثالهم، فيجب جهادهم، ودعوتهم إلى الله.
وقد أفلح من كان لله محياه ومماته، وخاف الله في الناس، ولم يخف الناس في الله، وفي الحديث: مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة 1.
وكذلك يجب على ولي الأمر أن يقوم لله على من
__________
1 البخاري: الجهاد والسير 2787.

الصفحة 67