كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

وكلماّ ما أمر الله به ورسوله، فينبغي للعبد أن يمتثل ويسمع ويطيع، لما في ذلك من المنافع الكثيرة، وما في خلافه من الإثم، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [سورة الأحزاب آية: 36] .
فعلى الإمام أن يأمر النواب، من رأوه تاركا للأمر أن يقوموا عليه، ويلزموه بالطاعة، حتى تظهر طاعة الله ورسوله في المسلمين؛ ويمتازون بذلك عمن خالفهم في الدين، من أهل الجفا والغلظة، والغفلة والإعراض - نسأل الله العفو والعافية - فإنها قد عمت البلوى بهذا بكثير، لما قام بقلوبهم من ضعف الإيمان، وعدم الرغبة فيه.
وكذلك يجب على الإمام النظر في أمر العلم، وترغيب الناس في طلبه، وإعانة من تصدى للطلب، لقلة العلم وكثرة الجهل، وإن كان قد قام ببعض الواجب، فينبغي له أن يهتم بهذا، لفضيلة العلم، وكثرة ثواب من قام به وأعان عليه.
فإن أكثر من يطلب العلم فقراء، ويحتاجون إلى الإعانة على فقرهم، لما يكون لهم فيه سعة، وطلب العلم اليوم من أفرض الفرائض، كما لا يخفى الإمام وغيره، وفي الحديث: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالما ومتعلما وهذا ما يحصل إلا باعتناء الإمام، وتأليفه للطالب.

الصفحة 75