كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

فإذا كثر العلم، وقل الجهل، حصل بسببه من الخير والحسنات ما لا يحصيه إلا الله، إن قبله. وبالغفلة عن طلب العلم، تضعف هممهم، ويقل طلبهم؛ وفي مناقب عمر بن عبد العزيز، رحمه الله تعالى أنه إذا أراد أن يحيي سنة، أخرج من العطاء مالا كثيرا، فإذا نفروا من هذا رغبوا إلى هذا، فلله دره! وما أحسن نظره لنفسه، ولمن ولاه الله عليهم؟! وهذا الذي ذكرنا من الأمور البينة التي ينبغي التنبيه عليها بخصوصها.
وأما الأمور التي بين الله وبين العبد، التي فيها صلاح القلوب، ومغفرة الذنوب، من إتعاب النفس فيما يحبه الله ويرضاه، مما يقع له وعليه، فهذا باب واسع، ولا يدرك هذا إلا من جعل الله له رغبة في كتابه، ومعرفة صفة أهل الإيمان والتقوى، الذين أعد الله لهم الجنة، ويجاهد نفسه على ذلك فعلا وتركا.
وعلى كل من نصح نفسه أن يحذر من كبائر الذنوب، التي هي من أعظم الذنوب، ولا يأمن مكر الله، وليكن لنفسه أشد مقتا منه لغيره، وليكن معظما للأمر والنهي، مفكرا فيما يحبه الله ويرضاه، متدبرا لكتابه، محبة لربه ورغبة في ثوابه، وخوفا من غضبه وعقابه.
ومن الواجب على كل أحد أن يحب في الله، ويبغض في الله، ويعادي في الله، ويوالي في الله، ويحب أولياء الله وأهل طاعته، ويعادي أعداءه وأهل معصيته، وما توفيقي إلا

الصفحة 76