كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

وكل واحد من هؤلاء يروح لجهة، ومعه اثنان أو ثلاثة، ويجلس في البلد قدر شهرين، يسألهم ويعلمهم، والذي ما يعرف دينه يؤدب الأدب البليغ ما يعارض، فإذا أراد السفر استحلق أهل الدين من أهل البلد، وقال: سلموا على الكبار، ويعرف الشيخ، وعبد العزيز، وإخوانهم بأحوالهم.
ويقدمونهم في بلدهم، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبهذا صار للدين سلطان وعز، وهذا ما يفعلونه دائما مع الرعايا، وصار الذي له دين يقوم بالدين ويأمر وينهي، والذي ما له دين يتزين عند أهل الدين.
وأما حالهم في بلدهم الدرعية، فبنوا مجمعا - حول مسجد البجيري - محله معروف إلى اليوم، يسع له قدر مائتي رجل، وجعلوا فيه رفا للنساء، فإذا صلوا الصبح أقبلوا لهذا المجمع، وفيه "معاميل"1 وقهوة وما نابها، مقيوم به من بيت المال.
تارة يجلس فيه حسين بن الشيخ، وتارة عبد الله، وتارة علي، ويقرؤون في نسخ التوحيد، فإذ فرغ هذا الدرس، راحوا هم وغيرهم، وجلسوا عند بيت الشيخ، حتى يجيء عمك وجدك، وسعود وعياله، وآل عبد الله، ويدخلون عند الشيخ رحمهم الله.
فإذا تقهووا، وذكر عمك، رحمه الله للشيخ ما عنده من خبر، أو أمر يحتاج له الشيخ ذكره له، وأخذ ما عنده من رأي ومن علم، وأرخصوا للجماعة، وقرأ ثلاثة:
__________
1 أي: أواني شرب القهوة والشاي.

الصفحة 87