كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

عبد العزيز بن الشيخ يقرأ في تفسير ابن كثير، وعلي وعبد الله يقرآن في البخاري، وكل من عنده دراية وفهم، إذا فاضوا في الباطن صاروا حلقا، يتذاكرون درس الشيخ رحمه الله.
والأجنبي الذي يبغي يركب لديرته، يصغي للمذاكرة، عارف أن أهل ديرته يسألون: إيش درس الشيخ فيه؟ وقد ذكرت لك قصة إبراهيم بن زيد، في تلك المدة، وموسى بن حجيلان، يمشي على المساجد يسألهم عن ثلاثة الأصول والقواعد.
ونحن يا حمولة، لنا مجلس بين العشاءين في الباطن، يجتمعون فيه أهل البلاد، ونسأل اثنين، والذي ما يعرف دينه يضرب، فأول يجلس فيه حسين، ثم علي بن الشيخ، وجلست فيه مدة نحو سنتين أو ثلاث على هذا الترتيب، ثم حمد بن حسين، هذا بعض ما حضرناه من سيرتهم.
فلما توفى الله عمك، حصل غفلة عن هذا الترتيب، لما فتح الله الدنيا، وكثرها على الناس، ووقع الإعراض عن كثير مما ذكرنا، لا كله، بل باق له بقايا، وحدث ما حدث من البلاوي بالعدو، وذا شيء أنت خابره، ورد الله لكم الكرة، أنت ووالدك رحمه الله، وعادت البلوى الأولى، وعافاك الله منها ومكنك غاية التمكين، وتسببت في حفظ أموال الناس، ورفع أيدي البوادي، وهذا عمل صالح، ومن الواجبات.
ولكنك أصبحت اليوم في جيل غفلوا عن دينهم، إلا

الصفحة 88