كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين، محمد وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا، وأنت سالم والسلام.
[رسالة الشيخ عبد الرحمن بن حسن إلى الإمام فيصل بن تركي في فتنة خالد والعسكر، والحث على تقريب من يحبهم]
وله أيضا، رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن حسن، إلى الأخ المحب المكرم: فيصل بن تركي، ألهمه الله رشده، ووقاه شر نفسه، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد تعلم: أن نصيحتي لك نصيحة لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم; لأن بصلاحك يقوم الدين، ويصلح أكثر الناس، وفي الحديث: الدين النصيحة قالها ثلاثا; قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم 1، وقد جعل الله لأهل الإيمان نورا يمشون به في الناس.
وهذه البلوى التي ابتلى الله بها أهل نجد، من فتنة خالد والعسكر 2 وقبله إبراهيم باشا; ميز الله بها أهل نجد، طيبهم وخبيثهم، وتفاوتت مراتبهم في الشر، والزيغ والفساد، وكثرت السفاهة والقسوة; ولا تخفى حالهم إلا على من لا بصيرة له، كما قال تعالى {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ
__________
1 مسلم: الإيمان 55 , والنسائي: البيعة 4197 ,4198 , وأبو داود: الأدب 4944 , وأحمد 4/102.
2 أي: خالد بن سعود, وعسكر الترك.

الصفحة 90