كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

فإذا ارتاب من رجل، هل كان يحب ما يحبه الله؟ نظر في أولئك القوم، وسأل أهل الدين: من تعلمونه أمثل القبيلة أو الجماعة في الدين، وأولاهم بولاية الدين والدنيا؟ فإذا أرشدوه إلى من كان يصلح ذلك، قدمه فيهم.
ويتعين عليه أن يسأل عنهم من لا يخفاه أحوالهم، من أهل المحلة وغيرها، فلو حصل ذلك لثبت الدين، وبثباته يثبت الملك; وباستعمال أهل النفاق والخيانة والظلم، يزول الملك، ويضعف الدين، ويسود القبيلة شرارها، ويصير على ولاة الأمر، كفعل من فعل ذلك.
فالسعيد من وعظ بغيره، وبما جرى له وعليه; وأهل الدين هم أوتاد البلاد ورواسيها، فإذا قلعت وكسر، مادت وتقلبت، كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
ولكن رواسيها وأوتادها هُمُ
فأنت إذا فعلت ما قلت لك، قام بك الدين والعدل، وصارت سنة حسنة في هذا الزمان، ونلت أجر من أقام السنة، كما في الحديث: من سن سنة حسنة، كان له أجرها وأجر " من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أجرهم شيء" 1، فإن انعكس الأمر كما هو الواقع، كانت سنة سيئة " عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " 2.
ومن المعلوم أن النفس تميل إلى الراحة، وطلب رضى الخلق، وفي النظر فيما يرضي الله، مخالفة للخلق أو
__________
1 مسلم: الزكاة 1017 , والترمذي: العلم 2675 , وأحمد 4/360 , والدارمي: المقدمة 512.
2 مسلم: الزكاة 1017 , والترمذي: العلم 2675 , والنسائي: الزكاة 2554 , وأحمد 4/357 ,4/358 ,4/360 , والدارمي: المقدمة 514.

الصفحة 94