كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

[رسالة الشيخ عبد الرحمن بن حسن إلى الإمام فيصل بن تركي يحثه فيها على العلم ويذكره بأهل العلم وحالة الناس]
وله أيضا قدس الله روحه ونور ضريحه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن حسن، إلى الأخ المكرم: فيصل بن تركي، سلمه الله تعالى، آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: لا يخفاك أن حقك علي كبير، وأكبر منه حق الله تعالى علي وعليك، ويجب علي النصح لك وللمسلمين باطنا وظاهرا، وأنت بارك الله فيك أحسنت أحسن الله إليك، ولا لك مكافأة إلا بالدعاء والنصح باطنا وظاهرا.
وأنت اليوم حاجتك إلى العلم ضرورة في خاصة نفسك، وفيما ابتليت به، من أمور الخلق، والعلم بالنظر إلى أحوال الناس، ما بقي معهم إلا رسمه، كما قال عبد العزيز ابن الماجشون - وهو من أكابر علماء القرن الثاني -: قد والله عز المسلمون، الذين يعرفون المعروف وبمعرفتهم يعرف، وينكرون المنكر وبإنكارهم ينكر.
فإذا كان هذا حال القرن الثاني، فما ظنك بأهل هذه القرون، الذين عاد المعروف فيهم منكرا، والمنكر معروفا، نشأ على هذا الصغير، وهرم عليه الكبير، والبدع فشت فيمن يدعى العلم، حتى اعتقدوا في ربهم وخالقهم، ما يتقدس عنه ويتعالى، سبحان الله عما يصفون.
وهذا في حق من عرفه، إذا كان حازما ناصحا لنفسه،

الصفحة 96