كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 14)

استيقظ في طلب ما ينجيه ويسعده، في دنياه وأخراه، من العلم النافع، والعمل الصالح، ويكون مبنى أقواله وأفعاله، على الإخلاص والمتابعة، على علم ومعرفة ويقين.
فمبنى العبادة على محبة المعبود غاية المحبة، في غاية الذل والخضوع، كما قال ابن القيم رحمه الله:
وعبادة الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر ... ما دار حتى قامت القطبان
ومداره بالأمر أمر رسوله ... لا بالهوى والنفس والشيطان
فالمحب لله قلبه يخشع، وعينه تدمع; يحاسب نفسه بالإخلاص، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وهذا هو دليل المحبة، كما قال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [سورة آل عمران آية: 31] .
وهذا هو الصراط المستقيم، لا يعرفه السالك ولا يهتدى إليه، إلا بالكتاب والسنة، علما وعملا، ومحبة وطلبا، كما في حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ".
وهذا لا يدرك إلا بالعلم النافع; والعلم النافع لا يدرك إلا بالدخول من باب التواضع، والاعتراف بالجهل والتفريط.
وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستعين على ما حمل من أمور الناس، بقرب أهل العلم

الصفحة 97