كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 14)

فَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبَقَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يُرَاجِعَ، وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ» ، قَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ: «وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ» (1) .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «الْأَمْرُ بِالْجَمَاعَةِ بِلَفْظِ الْعُمُومِ، وَالْمُرَادُ مِنْهُ الْخَاصُّ، لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ إِجْمَاعُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ
__________
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات. أبو سلام الحبشي: اسمه ممطور.
وأخرجه أبو يعلى (1571) ، والحاكم 1/118، والآجري في "الشريعة" ص 8 من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (1161) و (1162) ، والترمذي (2863) و (2864) في الأمثال: باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة، وابن خزيمة (1895) ، والطبراني (3428) من طريق أبان بن يزيد، به.
وأخرجه أحمد 4/130 و 202، والطبراني (3427) ، والحاكم 1/117-118 و 118، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/383 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه ابن خزيمة (930) ، والطبراني (3430) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/217-219 من طريقين عن أبي توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، به.
وقوله: "ربق الِإسلام" وعند غير المصنف "ربقة الإسلام" قال ابن الأثير: الربقة في الأصل: عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها، فاستعارها للإِسلام، يعني ما يشد به المسلم نفسه من عرى الِإسلام، أي حدوده وأحكامه، وأوامره ونواهيه، وتجمع الربقة على ربق، مثل كِسْرَة وَكِسَر، ويقال للحبل الذي تكون فيه الربقة: رِبْق، وتجمع على أرباق وَرِباق.

الصفحة 126