كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 14)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (1) ، قَالَ: وَهُنَّ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى الصَّفَا، فَصَعِدَ عَلَيْهَا، ثُمَّ نَادَى: «يَا صَبَاحَاهُ» ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَبَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ، وَبَيْنَ رَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، يَا بَنِي، يَا بَنِي أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَصَدَّقْتُمُونِي؟» ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَمَا دَعَوْتُمُونَا إِلَّا لِهَذَا، ثُمَّ قَامَ، فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] ، وَقَدْ تُبَّ، وَقَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا (2) . [5: 45]
__________
(1) انظر " جامع الأصول " 2/287، و " شرح مسلم " 3/83، و " فتح الباري " 8/502.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه البخاري (4971) في تفسير سورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ، ومسلم (208) في الإيمان: باب قول الله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرتَك الأقْرَبِينَ} ، والطبري في "جامع البيان" 19/121، وابن منده في "الإيمان" (949) و (950) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/181-182، والبغوي في "شرح السنّة" (3742) ، وفي " معالم التنزيل " 3/400-401 من طرق عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه دون قوله: "ورهطك منهم المخلصين" أحمد 1/281 و 307، والبخاري (1394) في الجنائز: باب ذكر شرار الموتى، و (3525) في =

الصفحة 487