كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 14)

وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكًا فَصَوَّرَهَا، وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ذَكَرٌ أَمْ أُثْنَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا يَشَاءُ وَيُكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَجَلُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا يَشَاءُ وَيَكْتُبُهُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ رِزْقُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا يَشَاءُ، فَيَأْخُذُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ فَلَا يُزَادُ فِي أَمْرٍ وَلَا يُنْقَصُ» (1) . [3: 30]
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه مسلم في " صحيحه " (2645) في القدر: باب كيفية الخلق الآدمي، والطبراني في " الكبير " من طريقين عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم، والآجري في " الشريعة " ص 183-184، واللالكائي في " أصول الاعتقاد " (1547) من طريقين عن ابن جريج، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه الحميدي (826) ، وأحمد 4/6-7، ومسلم، والآجري ص 182-183، واللالكائي (1045) و (1046) ، وابن أبي عاصم في " السنّة " (177) و (179) و (180) ، والطبراني (3036) ... (3043) و (3045) من طرق عن عامر بن واثلة، به.
قال القاضي عياض: وحمل هذا على ظاهره لا يصح، لأن التصوير بإثر النطفة وأوّل العلقة في أوّل الأربعين الثانية غيرُ موجود ولا معهود، وإنّما يقع التصويرُ في آخر الأربعين الثالثة وهي مدّة المضغة، كما قال الله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سُلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاماً، فكسونا العظام لحماً} ، قال: فيكون معنى قوله: " فصوّرها ... " أي: كتب ذلك ثم يفعله بعد ذلك بدليل قوله بعد: " ذكر أو أنثى "؟ قال: وخلقه جميع الأعضاء والذكورية والأنوثية يقع في وقت متفق، وهو شاهد فيما يوجد من أجنة الحيوان، وهو=

الصفحة 53