كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 14)

اعْفُ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ (1) عَلَى أَنْ تَوِّجُوهُ بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَهُ، شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ الَّذِي عَمِلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) . [5: 46]
6582 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
__________
(1) "البحيرة" سقطت من الأصل، واستدركت من "مصنف عبد الرزاق" وغيره.
(2) حديث صحيح. ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه على شرط الشيخين، وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9784) . ومن طريقه أخرجه أحمد 5/203، ومسلم (1798) في الجهاد والسير: باب فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصبره على أذى المنافقين، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/576-578.
وأخرجه ابن إسحاق في "السيرة" 2/236-238، والبخاري (4566) في التفسير: باب {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} و (5663) في المرضى: باب عيادة المريض راكباً وماشياً، و (6207) في الأدب: باب كنية المشرك، و (6254) في الاستئذان: باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين، ومسلم، والنسائي في "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 1/53، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/356-357، والبيهقي في "الدلائل" من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
والبحيرة: بضم الباء على التصغير، قال القاضي: وروينا في غير مسلم "البحيرة" مكبرة، وكلاهما بمعنى، وأصلها القرية، والمراد بها هنا: مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: "يتوجوه بالعصابة": أي أنهم اتفقوا على أن يعينوه ملكهم، وكان من عادتهم إذا ملكوا إنساناً أن يتوجوه ويعصبوه.

الصفحة 544