كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 14)

تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَرًا أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ» ، ثُمَّ رَحَلَ (1) فَأَسْرَعَ حَتَّى خَلَّفْهَا (2) . [2:43]
__________
(1) كذا الأصل و " التقاسيم " 2/لوحة 146، وعند مسلم والطبري: "زجر" أي: زجر راحلته.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مسلم (2980) (39) في الزهد: باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلاَّ أن تكونوا باكين، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" 14/49-50 حدثني يونس، عن ابن وهب، به.
وأخرجه أحمد 2/96، والبخاري (3381) في الأنبياء: باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} ، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يونس، به.
وأخرجه أحمد 2/66، والبخاري (3380) و (4419) في المغازي: باب نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجر، والبيهقي في " دلائل النبوة " 2/451، والبغوي في " معالم التنزيل " 3/156، و "شرح السنة" (4165) من طريقين عن معمر، عن الزهري، به، وانظر ما بعده.
قال الإمام الخطابي فيما نقله عنه الإمام البغوي في "شرح السنة" 14/362: معناه أن الداخل في دار قوم أهلكوا بخسف أو عذاب إذا لم يكن باكياً إمَّا شفقة عليهم، وإما خوفاً من حلول مثلها به، كان قاسي القلب، قليل الخشوع، فلا يأمن إذا كان هكذا أن يصيبه ما أصابهم.
قلت: وأصحابُ الحجر: يعني بهم ثمود، قال ابنُ عباس: كانت منازلهم بالحجر بين المدينة والشام، قال تعالى: {كذَّب أصحاب الحجر المرسلين} ، والمراد بالمرسلين: النبي صالح وحده، وإنما ذكر بلفظ الجمع، لأن من كذَّب رسولاً، فقد كذب الرسل كلهم.

الصفحة 80