كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

خزيمة: يا رسول اللّه أصدقك بخبر السماء أ فلا أشهد لك على هذا! ... فقال صلّى اللّه عليه وسلّم:
(شهادة أبي خزيمة بشهادتين)، فكان أحد من الصحابة إذا أراد نكاحا أو معاملة أتى بأبي خزيمة الذي كان يكفي عن شاهدين.
وقد تم جمع القرآن كله بين دفتي كتاب خلال سنة واحدة تقريبا أي بعد سنة من وفاة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فكان أبو بكر رضي اللّه عنه أول من جمعه بهذه الصفة في مصحف واحد مرتب الآيات والسور مشتملا على الأحرف السبعة التي نزل بها، ويرى بعض العلماء أنّ تسمية القرآن بالمصحف نشأت منذ ذلك الحين، وهذا الجمع هو المسمى" بالجمع الثاني". وقد ظفر مصحف أبي بكر بإجماع الأمة عليه وتواتر ما فيه. وبعد وفاة أبي بكر رضي اللّه عنه، انتقلت هذه الصحف أو الأوراق المجمّعة إلى بيت سيدنا عمر طوال فترة خلافته، ولما توفي أصبحت هذه الأوراق عند ابنته حفصة رضي اللّه عنها.
سؤال: لما ذا كانت هذه الصحف عند حفصة بعد عمر لا عند عثمان بن عفان؟.
الجواب: حفصة هي زوجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأم المؤمنين، وكانت حافظة للقرآن كله فضلا عن كونها تجيد القراءة والكتابة، هذه المميزات جعلتها أهلا لحفظ الصحف عندها، وكذلك لأن عمر رضي اللّه تعالى عنه توفي دون أن يعيّن خليفة، بل جعل الأمر شورى بين ستة توفي النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وهو عنهم راض، فبايع المسلمون عثمان، فكيف يوصي بالمصحف إلى عثمان وهو لم يعيّنه خليفة من بعده؟، لذلك بقي المصحف عند ابنته حفصة رضي اللّه عنها.
ب - جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي اللّه عنه
روى البخاري عن أنس أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة - ذلك لأنهم أعاجم يخطئون بقراءة القرآن - فقال لعثمان أدرك الأمّة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت، وعبد اللّه بن الزبير وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف

الصفحة 104