كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
ضوابط القراءة الصحيحة:
من شروط كون القراءة مقبولة وصحيحة:
1 - أن تكون موافقة للرسم العثماني في أحد مصاحفه السبعة.
2 - أن تكون متواترة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
3 - أن تكون صحيحة في لغة العرب.
إن القراءة الصحيحة التي وصلت إلينا عشرة، ومن المعلوم أنه من فروض الكفاية أن يكون في كل بلدة (كبيروت مثلا) حافظا لكتاب اللّه تعالى على القراءات العشر بالسند المتصل إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ومجازا بذلك.
عناية العلماء بالمكي والمدني:
قام أعلام الهدى من الصحابة والتابعين بضبط منازل القرآن ضبطا يحدد الزمان والمكان، فكانوا يؤرخون كل آية بوقت ومكان نزولها.
روى البخاري عن ابن مسعود رضي اللّه عنه أنه قال:" واللّه الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب اللّه إلا وأنا أعلم أين نزلت؟ ولا نزلت آية من كتاب اللّه إلا وأنا أعلم فيم نزلت؟ ولو أعلم أنّ أحدا أعلم مني بكتاب اللّه تبلغه الإبل لركبت إليه". وقد عني العلماء بتحقيق المكي والمدني بدقة وعناية فائقة، فتتبعوا القرآن آية آية وسورة سورة، لترتيبها وفق نزولها، مراعين في ذلك الزمان والمكان والخطاب حتى اكتمل بذلك علم سمي" ب:" علم المكي والمدني".
الفرق بين المكي والمدني:
أصح الأقوال أن:
المكي: ما نزل قبل الهجرة وإن كان بغير مكة.
المدني: ما نزل بعد الهجرة وإن كان بغير المدينة، بأن نزلت آية ما في مكة بعد الهجرة مثلا عند ما فتح النبي صلّى اللّه عليه وسلّم مكة، فتسمّى مدنية ولا تسمّى مكية.
أهمية معرفة المكي والمدني:
1 - الاستعانة بها في تفسير القرآن:
فإنّ معرفة مواقع النزول تساعد على فهم الآية وتفسيرها تفسيرا دقيقا.
مثال ذلك: من قرأ سورة" الكافرون" ولم يعلم زمن نزولها وهل هي مكية أم مدنية، فإنه يحار في معناها، وقد يستخرج منها أنّ المسلمين غير مكلفين بالجهاد في أي الأحوال وإنما عليهم أن يقولوا للآخرين لكم دينكم ولي دين.
فإذا علم أنّ هذه السورة إنما نزلت في مكة عند ما قال بعض صناديد الشّرك لرسول