كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:" تعال يا محمد نعبد إلهك يوما وتعبد إلهنا يوما"، إذا علم هذا، أدرك أنّ هذه السورة إنما هي علاج لتلك المرحلة ذاتها وليست دليلا على عدم مشروعية الجهاد الذي نزلت فيه آيات كثيرة أخرى في المدينة.
2 - معرفة الناسخ والمنسوخ من الآيات:
سؤال: من المعلوم أن سورتي المعوذتين نزلتا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في المدينة المنورة بعد أن سحره ذلك اليهودي لبيد بن الأعصم، فلما ذا يكتب عنهما في المصاحف أنهما مكّيتان؟.
الجواب: قد تكون هاتين السورتين نزلتا على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أكثر من مرة. فقد ورد أن سورة الفاتحة نزلت على قلب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم مرات عديدة تثبيتا لفؤاده، فقد تكون هاتين السورتين نزلتا لما سحر لبيد بن الأعصم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في المدينة بعد الهجرة، وأوحى اللّه تعالى إلى نبيه صلّى اللّه عليه وسلّم مرة أخرى بهاتين السورتين تثبيتا لفؤاده وتعليما له ولأمته من بعده أن قراءتهما تبطل سحر الساحر وهما رقية من سحر الساحر أو الحاسد.
2 -
الحديث في عهد الصحابة رضي اللّه عنهم:
بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، قام الصحابة من بعده بحمل لواء الإسلام وتبليغ ما علموه منه صلّى اللّه عليه وسلّم. ولقد تميّز الصحابة بخصائص ومميزات أهّلتهم لحفظ الحديث في الصدور، وفيما يلي نورد أهم العوامل التي ساعدتهم لحفظ الحديث الشريف:
عوامل حفظ الصحابة للحديث:
1 - صفاء أذهانهم وقوة قرائحهم وذلك أنّ العرب أمة أمّية لا تقرأ ولا تكتب، والأمّي يعتمد على ذاكرته فتنمو وتقوى لتسعفه حين الحاجة، كما أنّ بساطة عيشهم بعيدا عن تعقيد الحضارة جعلتهم ذوي أذهان نقية، لذلك عرفوا بالحفظ النادر والذكاء العجيب حيث اشتهروا بحفظ القصائد من المرة الأولى وحفظ الأنساب ...
2 - قوة الدافع الديني لأنهم أيقنوا أن لا سعادة لهم في الدنيا ولا فوز في الآخرة إلا بهذا الإسلام، فتلقّفوا الحديث النبوي بغاية الاهتمام ونهاية الحرص.
3 - تحريض النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على حفظ حديثه، قال زيد بن ثابت:" سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: (نضّر اللّه امرأ سمع مقالتي فبلّغها، فربّ حامل فقه غير فقيه وربّ حامل