كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
الجواب: لأن عامة الصحابة لا وقت ولا قدرة لهم على الاجتهاد، فمنهم من كان يشتغل بالزراعة ومنهم من كان يشتغل بالتجارة ومنهم من كان يشتغل بالجهاد وهكذا وحتى يصل الإنسان لرتبة يستطيع معها الاجتهاد لا بد له من علم غزير وذلك يحتاج عادة إلى وقت وتفرّغ. فكان عامة الصحابة يأخذون بفتاوى واحد من هؤلاء التسعة غالبا كما نأخذ نحن اليوم بفتاوى واحد من الأئمة الأربعة.
سؤال: لما ذا لم يمد اللّه تعالى بحياة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ليجيب على هذه الأسئلة التي حدثت واستجدت في عصر الصحابة؟.
الجواب: لكي يعلّم اللّه سبحانه وتعالى هذه الأمة الاجتهاد وكيفية استنباط الأحكام من النصوص وحتى يخفف عنها لأن في اختلاف الفقهاء سعة.
سؤال: الحكم في شرع اللّه تعالى أ ليس واحدا؟ فكيف لنا أن نأخذ بقول أكثر من إمام؟.
الجواب: إنّ اللّه تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإذا عمّيت علينا دلائل حكم شرعي وتشابهت الأدلة ولم نستطع أن نصل إلى الحكم بيقين، فإنّ من رحمة اللّه تعالى بعباده أنه لا يطالبهم إلا ببذل الجهد في معرفة حكمه تعالى. مثال ذلك: الاجتهاد في القبلة في الصلاة، هي حقيقة واحدة ولكن في حال لم تتبيّن ولم يتمكن لأربعة أشخاص من تحديدها جاز لكل واحد منهم أن يصلي إلى جهة ما، حسب اجتهاده الشخصي وصلاتهم صحيحة بالاتفاق حتى ولو صلى كل واحد منهم إلى جهة مختلفة عن جهة الآخر.
سؤال: يدّعي أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام: كان بعض من هؤلاء الصحابة عندهم روح واسعة لفهم النص وكانوا يتجاوزون النص إلى ما يسميه علماء القانون اليوم بروح النص. ويقول أحمد أمين إنّ في مقدمة هؤلاء عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه. فعمر كان عبقريا وكان لا يقف عند حرفيّة النص بل كان يتجاوزه إلى المصالح وإلى العلل وإلى روح التشريع الإسلامي. ها هو في أكثر من حالة خالف النص وعمل بالمصلحة، مثال ذلك كما يدّعي أحمد أمين:
1 - قال اللّه تعالى:* إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ والْمَساكِينِ والْعامِلِينَ عَلَيْها