كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
20 ذراعا، والبيوت التي تبنى على الشوارع الأساسية لا مانع من أن يكون ارتفاعها عاليا والبيوت التي من ورائها أخفض.
عند ما فتحت العراق والشام جمع عمر مجلس شوراه وقال لهم رأيت التجارة بأيدي الأقباط وإني آمركم أن تتجروا فقال له بعض الحاضرين يا أمير المؤمنين أمر كفيناه أي الأقباط كفونا العمل، كأنه يقول أنّ اللّه تعالى جعلهم خدّاما لنا، فلما ذا نتاجر؟ قال عمر:" لأن قلتم هذا واللّه ليكوننّ رجالكم تبعا لرجالهم وليكوننّ نساؤكم تبعا لنسائهم". فإذا كان عمر كغيره من الصحابة الكرام يهتم بمصلحة المسلمين، وهذه الأمثلة التي ذكرناها من المصالح المرسلة. أما إذا كان هناك نص، فكان عمر وباقي الصحابة أكثر من يتمسك به لأنهم يعلمون حقا أن المصلحة مع النص أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)، [الملك: 14].
3 - الدور الثالث: التشريع في عهد صغار الصحابة والتابعين
يبتدئ هذا الدور من ولاية معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه تعالى عنه، أي في بداية العهد الأموي سنة 41 هجرية إلى أوائل القرن الثاني من الهجرة.
مميزات وخصائص هذا الدور:
1 - تفرّق المسلمين سياسيا واتساع نطاق الخلاف لظهور نزعتين سياسيتين بعد مقتل عثمان رضي اللّه تعالى عنه وهما: الخوارج وشيعة علي (وهي فئة سياسية، أي لها بعض الآراء السياسية المعينة لا أنها كانت تخالف المسلمين في بعض أمور الدّين كحال الشيعة في عصرنا، أما الشيعة كمذهب ديني كما هو في عصرنا لم يكن له وجود في ذلك العصر ولم يظهر هذا المذهب إلا في القرن الثالث الهجري).
2 - انتشار الصحابة في البلاد بعد أن كانوا محصورين بين مكة والمدينة وذلك لاتساع رقعة الإسلام والاحتياج إلى فتاوى جديدة وبالتالي إلى سماع الأحاديث.
3 - ظهور الكذب في الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وذلك للأسباب التالية:
أ - وجود الزنادقة وأعداء الدين من اليهود (كعبد اللّه بن سبأ) والروم والمزدكية وغيرهم الذين كانوا يكيدون للإسلام باطلا، وهؤلاء لبسوا مسوح الإسلام وكانوا يظهرون التّدين ويجلسون مجلس الرواية عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليستمعوا الأحاديث ثم يجلسون