كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

مجالس أخرى يعلّمون الناس فيها أحاديث مكذوبة. وقد تلبّس كثير من هؤلاء المجرمين بالجرم المشهود فعوقبوا وأنزلت بهم الخلافة الإسلامية آنذاك أشد العقوبات فكان أحدهم يقول قبل أن يقتل لينفّس عن غيظه: أين أنتم من الأحاديث التي وضعتها فيكم أحرّم الحلال وأحلّ الحرام.
ب - انتصار المتعصبين لمذاهبهم كدعاة المبتدعة: يروي عبد اللّه بن ذريعة يقول:
قال لي شيخ من الخوارج تاب:" إنّ هذا الحديث دين، فانظروا عمّن تأخذون الحديث، فإنّا كنا إذا رأينا رأيا جعلناه حديثا" ... وكذا من فئة الشيعة، ورد أنّ جابر الجم وهو ممن غالى من التشيع قال أنا عندي خمسون ألف حديث، يرويها ابتداعا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ج - العاطفة الإسلامية الفجة التي لا تضبطها قواعد العلم، كالتي نجدها عند جهلة المتعبدين الذين وضعوا الأحاديث في الفضائل وغيرها. أراد بعض الجهلة أن يرغّبوا العامة في الجنة ويخوّفوهم من النار، فأخذوا يضعون (أي يختلقون) الأحاديث وهم يقولون إذا وقعوا بيد العلماء:" نحن نكذب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولا نكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم"!.
د - رغبة بعض الفسقة من المحدثين في جمع عدد كبير من الناس حولهم في المساجد وتنافسهم فيما بينهم لجعل حلقة الواحد منهم أكبر من حلقة غيره، وهذه الظاهرة نجدها حتى في عصرنا اليوم فتجد واحدا ممن ادعى العلم يروي الأحاديث الموضوعة والمكذوبة في دروسه وعامة الناس لا يعرفون لا بل يظنونه من كبار العلماء! وكان العلماء يحذّرون من مجالسة هؤلاء القصاصين.
فائدة: من علامات الحديث الموضوع ما يلي:
1 - ذكر أعداد كثيرة (سبعون ألفا مع كل ألف ... ).
2 - الأجر الكثير على العمل القليل.
3 - قصص عن سيدنا موسى وسيدنا داود عليهما السلام.
4 - الأحاديث المتعلقة بفضائل بعض السّور المذكورة في بعض كتب التفاسير، أما الأحاديث الواردة في فضل سورة البقرة وآل عمران والكهف ويس وتبارك والإخلاص وما شابه فيحتج بها.

الصفحة 125